تُعد أكياس المبيض من المشاكل الشائعة جدًا لدى النساء، حيث تنشأ نتيجة اضطرابات في توازن الهرمونات بالجسم وتسبب مشاكل صحية متعددة. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى منها حميدة، إلا أنه يجب مراقبتها بانتظام بسبب احتمالية تحولها إلى سرطان.
لفهم أكياس المبيض بشكل كامل، يجب أولاً فهم المبيض وهو جزء من الجهاز التناسلي للمرأة.
ما هو المبيض؟
المبيض هو عضو من أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي يحتوي على خلايا التكاثر الأنثوية (البويضات)، وهو واحد من غدتين متماثلتين تقعان على جانبي رحم التخصيب. يوجد هذا العضو في الفتيات منذ قبل الولادة لكنه لا ينتج البويضات حتى بلوغ سن البلوغ. بعد هذه المرحلة، يقوم بإطلاق البويضة إلى الرحم في أيام معينة من كل شهر. تحدث عملية الإباضة المعروفة بـ "الإباضة" بين اليوم الحادي عشر والسادس عشر من دورة الطمث، أي في منتصف الدورة الشهرية عند النساء.
يستمر هذا الدورة التي تحدث في جميع النساء الأصحاء حتى فترة انقطاع الطمث. وتعد عملية إطلاق البويضة من الحويصلة التي تحتويها المبيض، والتي تسمى الجريب، إلى قناة فالوب مهمة جدًا للأزواج الذين يتوقعون الحمل.
خلال فترة الإباضة، تلتقي البويضات الموجودة في قنوات فالوب المفتوحة إلى الرحم مع الحيوانات المنوية وتخصب لتكوين الجنين. وهكذا تُتخذ الخطوة الأولى نحو الحمل.
ما سبب تكوّن أكياس المبيض؟
السبب الرئيسي لتكوين أكياس المبيض هو الاضطرابات الهرمونية. فعملية الإباضة التي تحدث عند وصول الحويصلة إلى درجة معينة من النضج ثم انفجارها لإطلاق البويضة تعتمد على توازن هرموني حساس جدًا. إذا حدث خلل في توازن الهرمونات المسؤولة عن عملية الإباضة، لا تصل الحويصلات إلى النضج المطلوب ولا تنفجر لإطلاق البويضة.
تتحول الحويصلات التي لا تنفجر مع الوقت إلى أكياس مبيضية. وهذه الظاهرة تخلق تأثيرًا متسلسلًا وتتحول إلى دورة مفرغة، إذ تؤدي الاضطرابات الهرمونية إلى مزيد من تكوّن الأكياس التي بدورها تزيد من اختلال التوازن الهرموني. في هذه الحالة، العلاج الطبي هو الحل الوحيد.
ما هي أنواع أكياس المبيض؟
الأكياس البسيطة: هي أكياس تختفي عادة من تلقاء نفسها وغالبًا ما تكون حميدة، وتتكون نتيجة تجمع سائل داخل الحويصلة. يبلغ قطر هذه الأكياس ذو الحدود الواضحة حوالي 1 إلى 4 سنتيمترات.
الأكياس الجريبية: تظهر هذه الأكياس بسبب عدم انفجار خلية البويضة، وتختفي عادة بعد الدورة الشهرية من تلقاء نفسها.
أكياس المبيض متعددة الكيسات: تظهر عندما لا تتم عملية الإباضة بانتظام، حيث تكبر المبايض وتحتوي على عدة بويضات. على الرغم من تسميتها أكياسًا، إلا أنه لا يوجد هيكل كيسي حقيقي. هذه الحالة تؤدي إلى اضطراب كامل في الدورة الشهرية وقد تسبب ظهور شعر زائد على الجسم بشكل يشبه الذكور.
كيس الجسم الأصفر: يتكون هذا الكيس بعد الإباضة عندما يتحول نسيج خلية البويضة إلى نسيج يُسمى الجسم الأصفر. وعادةً ما يختفي بعد الدورة الشهرية من تلقاء نفسه.
الانتباذ البطاني الرحمي (الكيس الشوكولاتي): هو طبقة نسيجية تغطي داخل الرحم. وعندما يتواجد هذا النسيج في المبايض، يتكوّن كيس يحتوي على عدة أنسجة. تسبب هذه الأكياس ألمًا حادًا في البطن وقد تؤدي إلى العقم.
الكيس المصلّي الغدي: هو نوع من الأكياس يُشاهد غالبًا لدى النساء في سن الإنجاب، وهو أحد أكثر أنواع الأكياس شيوعًا. قد يصل حجمه إلى 5-15 سنتيمترًا. ولا يمكن علاجه إلا بالجراحة.
الكيس المخاطي الغدي: هذا النوع من الأكياس لا يختفي تلقائيًا، ويصل إلى أكبر حجم بين الأكياس التي تظهر عند المرضى. يبلغ قطره حوالي 15-50 سم، ويحتاج إلى عملية جراحية للعلاج.
ما هي أعراض أكياس المبيض؟
- عدم انتظام الدورة الشهرية،
- آلام شديدة أثناء الحيض،
- استمرار نزيف الحيض لفترة أطول أو أقصر من الطبيعي،
- مشاكل في الجهاز الهضمي،
- آلام شديدة في الفخذين،
- انتفاخ في منطقة البطن،
- مشاكل في مجرى البول،
- غثيان وقيء،
- حمى مرتفعة،
- العقم،
- ألم أثناء الجماع،
- زيادة نمو الشعر بشكل يشبه الذكور.
كيف يتم تشخيص وعلاج أكياس المبيض؟
غالبًا ما تُكتشف أكياس المبيض خلال الفحوصات الروتينية، حيث يتم إجراء الفحوصات عبر الموجات فوق الصوتية من البطن أو عن طريق المهبل. يمكن معرفة ما إذا كانت الكتل المكتشفة حميدة أم خبيثة بواسطة فحوصات التصوير الصوتي، والفحوصات النسائية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وتحاليل الدم. خلال تحاليل الدم يتم فحص مؤشرات مهمة للسرطان مثل Ca-125، AFP، Beta-hCG، CEA، وCA 19-9.
هناك عدة طرق لعلاج أكياس المبيض:
- المراقبة: غالبًا ما تختفي معظم أنواع الكتل من تلقاء نفسها، لذا تكون المراقبة هي المرحلة الأولى، ويتم تفضيل المتابعة العلاجية في المرضى الذين لا يعانون من أعراض.
- الأدوية: يمكن استخدام حبوب منع الحمل للمساعدة في تقليل حجم أكياس المبيض.
- الجراحة: الطريقة الأكثر تأكيدًا لمعرفة ما إذا كان الكيس حميدًا أو خبيثًا هي إجراء خزعة وإرسالها إلى علم الأمراض. إذا كانت الكتلة صلبة، صلبة الملمس، غير متحركة وأكبر من 10 سم، فيجب إزالتها جراحيًا بسبب خطر تحولها إلى سرطان. وإذا كانت الكتلة أصغر من 6 سم، لا تحتوي على التصاقات، ذات حدود منتظمة، متحركة ولا تظهر نموًا، يتم مراقبتها. في العادة لا تكون هناك حاجة للجراحة. يتم تخصيص علاج الكيس حسب أعراض الشخص وتركيبة الكيس.
نتمنى لكم أيامًا صحية.